(( نهـايـات حـزينـه لــ نـجـوم المـلاعـب ))

القدر،الحسد،الحظ ،مصطلحات ليست جديدة على نجوم الكرة وخاصة الموهوبين، فإذا ضحكت الملاعب ساعة بكت ساعات، فنهاية خالد مسعد ورباط التمياط وكابوس فؤاد أنور ومطاردات طلال المشعل وإصابة عبيد الدوسري وظاهرة يسري الباشا واختفاء فهد الغشيان..كلها أسماء عكست خيانة الكرة لموهوبين،جار عليهم الزمن وابتعدوا عن الملاعب قسرياً وإجباريا بفعل فاعل، في ظاهرة تعد الأبرز على البساط الأخضر وتدق ناقوس الخطر لمواهب صاعدة لكي يضعوا في حساباتهم غدر الأيام والزمان، "نجوم الملاعب" تسلط الضوء على مواهب الملاعب التي جار عليها الزمن وخانها الحظ من خلال هذا التقرير..

نهاية خالد مسعد

الأنيق خالد مسعد أسطورة الكرة السعودية وصاحب التمريرات الساحرة للمهاجمين وأفضل لاعب أشول في الملاعب، تمريراته السحرية لا تنسى ومازال يتحدث عنها فهد المهلل وسامي الجابر، ومن ينسى تسديداته الصاروخية.. لاعب كبير من الصعب التحدث عنه وعن تاريخه.. تألق مستمر سواء في النادي الأهلي أو في المنتخب، أفضل لاعب عربي عام 98 شارك مع نجوم العالم في 2000، ولكن النهاية كانت مؤلمة وحزينة ولا تليق بلاعب خدم الأهلي والمنتخب سنوات طويلة، وبدت النهاية المؤلمة عندما أصيب خالد مسعد واضطر إلى التوقف عن مزاولة الكرة بسبب أصعب إصابة كما قال البروفيسور (سالم الزهراني) الذي قام بإجراء العملية لخالد مسعد: إصابة خالد مسعد تعتبر من أصعب العمليات وهي تنظيف وإزالة الالتصاقات، وخطورتها تكمن في الركبة لأنها كانت معبأة بالألياف فلا ترى تركيب الركبة بشكل واضح، فتلك هي الإصابة التي جعلت النهاية المؤلمة للأنيق خالد مسعد.

رباط التمياط

إذا تحدثنا عن معاناة الإصابات لا ننسى اللاعب المميز ذو الأخلاق العالية و"الفتى الذهبي" نواف التمياط الذي كان من أفضل لاعبي منتخبنا في عام 2000 في كأس آسيا في لبنان وأفضل لاعب آسيوي، كذلك في نفس العام بعد كل هذه المستويات تأتي معاناته مع مرارة الإصابات في سن مبكرة وخاصة في سن 17 سنة عندما أصيب وهو في درجة الشباب في نادي الهلال بإصابة الرباط الصليبي وعادت إليه مرة أخرى 2001 مما جعل الإصابة تزداد عليه مع الوقت، وقد كان اللاعب يشعر بالآلام وهذا نتيجة تهشم جزء من العظم في الركبة مما سبب في احتكاك العظام مع بعضها البعض وأسهم في آلام أكثر تسببت في نقص المياه بالركبة وهي السبب في احتكاك العظام مع بعضها البعض، فتلك الإصابة التي لحقت بالتمياط جعلت رجوعه للملاعب ليس كما كان، فالإصابات هي نهاية نجم جعلنا نصفق له ونندم على توقفه عن الركض.

كابوس فؤاد أنور

الدولي فؤاد أنور ذلك اللاعب الذي قدم الكثير للكرة السعودية فبداية من كأس العالم 94 في أمريكا، فهو صاحب أول هدف في كأس العالم وكذلك أصغر كابتن يقود منتخبنا لسنوات عديدة، أول لاعب يحترف خارجيا وأفضل لاعب عربي في 93 واللاعب الوحيد في العالم الذي شارك في جميع نهائيات كأس العالم بجميع فئاتها السنية إضافة إلى كأس العالم للأندية والكثير الكثير من الانجازات التي حققها فؤاد أنور مع المنتخب أو مع أندية الشباب والنصر، وفي سنة 2000 وتحديدا في مباراة النصر والهلال التي شارك فيها فؤاد أنور وفي لحظة تعثر فؤاد أنور وهو يحاول الحصول على الكرة مما سبب له إصابة في الركبة جعلتنا ندرك أنها بداية نهاية لنجم أمتعنا وأبهرنا بنجوميته ولكن هذه هي كوابيس الإصابات وهذا هو حال الكرة.

شهرة عبيد

لاعب سبب أزمة بين أندية جدة، الأهلي والاتحاد في موسم 2001 للتعاقد معه بعد أن كان يلعب لنادي الوحدة، هداف من طراز فريد، انتشرت شهرته وتألق كثيراً وشارك في كأس العالم 2002 صاحب الرأس الذهبية، وفي سنة 2002 وتحديدا مباراة منتخبنا في كأس العالم 2002 أمام المنتخب الكاميروني بعد أن سقط على أرض الملعب وهو يصرخ صرخة ألم الإصابة التي أوقفت قلوب الكثير من عشاقه وقد توقف عن الكرة بعد ذلك وبدأ بعلاج إصابته خارج المملكة مثل العديد من لاعبينا السعوديين والعالميين فمنذ تلك الذكريات الجميلة انتهت مسيرة نجم برز وتألق.

مطاردات طلال المشعل

ربما توجد علاقة وطيدة بين طلال المشعل وإصابات الملاعب، فالمشعل تألق وتميز بداية من كأس آسيا في لبنان وتحقيقه هداف منتخبنا في تلك البطولة والعديد من الانجازات التي حققها "الغزال الأسمر"، ولكن لو تتبعنا مسيرته في الملاعب نجدها مليئة بمطاردة الإصابات لهذا الغزال الأسمر، فقد أصيب ذات مرة في عضلة الفخذ ومرة في المفصل وفي فترة أصيب اللاعب بنفسية سيئة فبدأ مستواه يهبط وهذا راجع لمطاردة الإصابات الدائمة له فلم يعد الغزال الذي إذا انطلق لا يقدر أحد على إيقافه.

ظاهرة يسري الباشا

النجم السابق لنادي الاتفاق يسري الباشا ظهرت موهبته في موسم 2002 عندما خطف الأضواء بنجوميته وموهبته الفذة في ذاك الوقت وقد حقق مع الفريق الاتفاقي بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- بعد فوزهم على الأهلي بفضل إتقان الباشا الذي أحرز ثلاثة أهداف وكان أفضلها الهدف الذهبي، وجعل الاتفاق في تلك السنة يعود إلى مجد البطولات وكان هداف الاتفاق الأول، وأصبح الباشا ظاهرة الموسم ومن أبرز الأسماء وأصبح حديث الإعلام، وبدت الأندية تتسابق لضمه بعدما تم اختياره للمنتخب أيضا في نفس الموسم وكان هداف منتخبنا في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2004 بتسجيله لستة عشر هدفاً، وبعد المسيرة الرائعة للباشا، قال القدر كلمته في موسم 2005 وفي مباراة الاتفاق مع نادي الوحدة وكانت بداية خسوف نجم لاعب له مستقبل واعد بسبب الإصابة التي لحقت به وهي الرباط الصليبي في الركبة التي حرمته من اللعب، ليسافر إلى فرنسا لإجراء العملية ويواجه قدره المحتوم بالرحيل عن الملاعب.

اختفاء الغشيان

لو رصدنا تاريخ الكرة السعودية فيجب أن نذكر أحد أقوى أسماء اللاعبين، إنه الموهبة التي لن تتكرر من جديد، فهد الغشيان الذئب الذي جال وصال في الملاعب وحقق الكثير من الانجازات مع ناديه الهلال والمنتخب، لن ينسى أحد هدفه في مرمى السويد في كأس العالم 94 في أمريكا، خاض تجربة احترافية خارجيا، ولكن لكل بداية نهاية ولكن نهاية الغشيان بإصابة قوية في المباراة النهائية للبطولة العربية سنة 95 مع الترجي التونسي باحتكاكه مع الحارس شكري الواعر وكانت هي بداية توقف لنجم النجوم، وبعد فترة الإصابة عاد إلى الملاعب ولكن لم يعد فهد الغشيان الذي تعودنا على مهاراته ومن بعد تلك الفترة انتهت قصة لاعب فذ وخطير بسبب خيانة الكرة لهذا اللاعب.

إصابات الثنيان

فيلسوف الكرة يوسف الثنيان، إذا تحدثنا عنه نتذكر أجمل وأحلى المباريات التي خاضها، أكثر من 92 مباراة دولية، اللاعب الذي لقبه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب بعد نهاية مباراة السعودية والصين الشهيرة في كأس أمم آسيا عام 1996م بلقب "صاحب المهمات الصعبة" حيث نزل الثنيان إلى أرض الملعب وكان المنتخب متأخراً بهدفين وبفضل من الله تفوق المنتخب وبنتيجة كبيرة على غريمه قوامها 4 أهداف مقابل هدفين وسجل منها الثنيان هدفين وكانت الطريق إلى نيل كأس أمم آسيا للمرة الثالثة، شارك مع منتخبنا السعودي في كأس العالم 98 في فرنسا وأحرز هدفاً في تلك البطولة أمام منتخب جنوب إفريقيا فهو لاعب يستحق الكثير لنكتب عنه، ولكن الكرة أيضاً خانته وجار عليه الزمن، وأصيب الثنيان بست إصابات طوال فترة وجوده في الملاعب، وآخرها كانت إصابة (خلع الكتف) التي حصلت له في إحدى المباريات مع نادي النصر، سببت له معاناة شديدة جعلتنا نخسر نجم بزغ وأبدع ولا تمل العين من مشاهدته.

تحمل النعيمة

صالح النعيمة المدافع الصلب لمواسم عديدة مع نادي الهلال ومنتخبنا الوطني، حصل على لقب أفضل مدافع آسيوي عامي 1984م 1988م، إنجازاته نفتخر بها كسعوديين، اللاعب الوحيد الذي حمل كأس الأمم الآسيوية ككابتن للمنتخب السعودي مرتين 1984م/1988م، وانجازات عديدة ومميزة مع نادي الهلال والمنتخب السعودي، وفي موسم 1409 هذا الموسم الحزين لكل من عشق وأعجب بمهارات هذا اللاعب لأن في هذه السنة أعلن النعيمة توقفه عن الركض والاعتزال عن لعب الكرة وذلك بعد ضمان الهلال تحقيق بطولة الدوري عام 1409.
وفي المباراة الأخيرة للهلال في الدوري أمام الرائد كان منظر الجماهير الهلالية والسعودية بوجه عام محزنا جدا وهي تطالب اللاعب الفريد بالعدول عن قرار الاعتزال وقد علقت اللافتات الضخمة التي تنادي بذلك ومنها "لا للاعتزال يا صالح". لكن الإصابة والتي تحامل عليها النعيمة كثيراً من أجل عشاقه كان لها رأي آخر وأبت إلا أن تحرم الجماهير السعودية من الإمبراطور المميز صالح النعيمة.